يهتم التاريخ بدراسة الحاضر وجذوره الضاربة في الماضي . يتتبع قصة الإنسان نشأته
وتطوره ومشكلاته وعلاقاته ومستقبله ويكون فكره وتوجهاته . والجغرافيا تختص بعلاقة
الإنسان ببيئته الطبيعية وتعرفه عليها وأساليب تفاعله معها وآثار هذا التفاعل
إن دراسة المواد الاجتماعية ليست مجرد سرد للأحداث والوقائع التاريخية أو وصف
مجرد للطبيعة وتغيراتها أو أنها فرع من فروع التحصيل يدرَس لذاته لكنها نوع من
أنواع المعرفة تفيد الناس في حياتهم وترتقي بأخلاقهم وقيمهم الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والعلمية وتعينهم على فهم الكثير من قضاياهم المعاصرة والتنبؤ
بالمستقبل والإفادة من مكونات الطبيعة وتسخيرها في خدمة البشرية وتنمي مهارات
التفكير الناقد وتقوي الانتماء للأمة و المحافظة على شخصيتها وتعزيز قدرتها على
البقاء .
فمواد الاجتماعيات تهدف في العموم إلى :
• تنشئة المواطن الصالح
وإعداده للحياة إعدادا سويا متكاملا .
• تنمية الجوانب الروحية والأخلاقية
للطالب والمجتمع .
• تنمية المهارات العقلية والاجتماعية والحركية .
• تشكيل
الوعي السياسي المحلي والدولي وترسيخ مبادئ الإنسانية والعدل والمساواة واحترام
القوانين والأنظمة والمشاركة الفاعلة في بناء علاقات اجتماعية مترابطة .
وقد
جعل الإسلام النظر في الكون وتكوينه الجغرافي والتفكر في بديع خلق الله سبيلا
للاهتداء الفطري قال تعالى :{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ
تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم
بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ O وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ
اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ O وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ
وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (1-4) سورة الرعد .
وكذلك أمر الله بالسير في الأرض
والاعتبار بمصير السابقين قال تعالى : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ
مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا
وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ
وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (9) سورة الروم وقال تعالى : {لَقَدْ
كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا
يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (111) سورة يوسف .
بل إن ثلث القرآن
الكريم كان قصصا عظة وعبرة وتصديقا وتثبيتا …
الأهداف التربوية:
إن
مادة الاجتماعيات تشارك غيرها من المواد في تحقيق الأهداف العامة للتربية وتتميز
بتأثيرها المباشر في تكوين شخصية الطالب وصياغة أفكاره واتجاهاته وتحديد معالم
شخصيته فهي تساعد على غرس المفاهيم والقيم والفضائل ومعاني الانتماء والمواطنة
وتعميق مشاعر الإيمان على مستوى الفرد والأسر ة بل المجتمع والإنسانية عامة
.
أهداف مادة الاجتماعيات في المملكة العربية السعودية
تستقي مادة
الاجتماعيات أهدافها من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية التي حددت غاية
التعليم في (فهم الإسلام فهما صحيحا متكاملا وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها وتزويد
الطالب بالقيم والتعاليم الإسلامية وبالمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات
المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا
وثقافيا وتهيئة الفرد ليكون عضوا نافعا في بناء مجتمعه ) واشتقت مواد الاجتماعيات
أهدافها من الأهداف العامة للتعليم على النحو الآتي :
1- تدعيم وتأكيد التصور
الإسلامي عن الكون والإنسان والحياة وتعميق مختلف المفاهيم التي يقررها الإسلام
وتعزيز المشاعر التي تقتضيها وذلك لتحقق في نفس الفرد والجماعة العبودية الخالصة
لله وإسلام الوجه له وحده .
2- إكتساب الفضائل الخلقية التي يبدو دورها الفعال
على الدوام في سير الحياة الإنسانية وتطور الأحداث البشرية وهي التي تساعد على تمتع
الإنسان بأفضل ثمرات الحياة والتقدم .
3- تزويد الطالب بقدر من المعلومات
والحقائق وتعريفه بسنن الله في الكون والإنسان فرداً وجماعة .
4- التعريف بآيات
الله والدلائل عل قدرته وحكمته وعظمته في عالم الكون أو في عالم الذات الإنسانية
.
5- التعريف بنعم الله في البيئة التي يعيش فيها الطالب ونعمه في الأرض والكون
كله، وتهيئة الجيل لاستخدام هذه النعم والتصرف فيها والتدريب على توجيهها وجهة
الخير فلا تستعمل إلا وفق ما ينفع عباد الله وينصر الحق ويشيع الخير في الأرض
.
6- تساعد على تذوق الإبداع الإلهي والشعور بالجميل من الأفعال الإنسانية
والأشياء التي بثها الله في سمائه وأرضه في القمر والنجوم وفي البحار والأنهار
والجبال والسهول وفي الشجر والثمر واستشعار اللطف الإلهي ببني آدم .
7- معرفة
قيمة الذات البشرية في كون الله العظيم وفي مجرى الأحداث التاريخية والتغيرات
الاجتماعية وأن الأحوال في الأمم والشعوب والحضارات والدول مرتبط بتغيرها في
الأنفس، وإن إصلاح الأحوال العامة والخارجية مرتبط بالإصلاح الجذري وتغيير ما
بالأنفس من الوهن والضعف وإصلاحها .
8- تبين أعوان الإنسان على الحق والخير
ومعرفة الإنسانية أحلاف المطامع والشهوات الذين يريدون بها الشر ويتربصون بها
الدوائر .
9- المساعدة على إدراك أن الله خلق الإنسان في عالم لا بد فيه من
المكابدة وبذل الجهد .
10- تكوين المقدرة لدي الطالب على التمييز بين الثابت
والمتطور فهناك من التطورات والاختلافات في التطبيقات مبادئ ثابتة لا تتبدل ولا
تتغير .
11- تعريف الطالب بمصادر قوة أمته الإسلامية وثرواتها المعنوية والمادية
ومواطن عزتها وكرامتها مع دراسة مشكلاتها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية بدقة
وفهم ووعي وإدراك .
12- تعريف الطالب بقواعد التعامل الاجتماعي وأصول العلاقات
بين الناس والتكافل الاجتماعي والعمل الجماعي حتى تتأصل في نفسه هذه الاتجاهات
وتصبح جزءاً من المقومات السلوكية لشخصيته المسلمة .
13- إشعار الطالب بحقيقة
التأثير المتبادل بين الغرد والمجتمع، إذ الفرد يؤثر في المجتمع ويتأثر به .
14-
تعريف الطالب بدوره في مجتمع أمة الإسلام من حيث هو عضو فيه له حقوق وعليه واجبات
.
15- تعريف الفرد بقدراته واستعداداته التي أنعم الله بها عليه وتنميتها
وتوجيهها الوجهة المفيدة المثمرة للفرد وللمجتمع على السواء .
16- تعريف الطالب
بجوانب الصحة النفسية وشروطها حتى يخرج إلى المجتمع على مستوى مناسب من الاستقرار
ولاتزان والاطمئنان النفسي تسوده روح الإيمان والثقة بالله ثم بنفسه .
17- تنمية
قدرة الطالب على عادات التفكير السليم التي تعتمد على الملاحظة والتحليل والمقارنة
والربط والاستنباط والتجريد والتركيب وبث فيه روح السبق والتجريب والابتكار
.
18- تنمية قدرة الطالب على أسلوب البحث العلمي من حيث تقويم وتنظيم المعلومات
والأفكار التي يقرؤها ويستمع إليها .
19- إكساب الطالب الموازين الصحيحة ليزن
بها الأمة الإسلامية ومنجزات الأمم الأخرى في الحاضر وذلك ليتسنى له أن يضع كل شيُ
من هذه المنجزات في موضعه وليعرف حقيقة كلاً وقدره .
20- تبصير الطالب بالكوارث
التي حاقت بالعالم الإسلامي ودفعة إلى القيام بواجبة تجاهها .
21- تعريف الطالب
بمقومات النهضة في مجتمعه الخاص وفي العالم الإسلامي بصورة عامة وما يخطط لهذه
النهضة من مشروعات استثمارية وخدمات اجتماعية وما يتطلبه ذلك من تأهيل علمي وأدبي
واجتماعي وما يحتاجه من وعي واسع وعميق ودراية ومهارة لمقابلة هذه النهضة المرموقة
.
22- تعريف الطالب بمقومات مجتمعه الخاص وفي العالم الإسلامي بصورة في حياة
الناس في الوقت الحاضر والتعرض لبعض الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة
وتقويمها في ضوء الإسلام .
23- تعريف الطالب بميادين العمل المختلفة في بيئته
ومجتمعه ودراسة إمكانياتها وحاجتهما إلى القوى العاملة والكفايات الفنية .
24-
إتاحة الفرصة للطالب بالتدريب على الخدمة المحلية في المجتمع وذلك عن طريق إسهامه
في صيانة المدرسة وتنسيقها وتحسين الأوضاع فيها والاشتراك في برامج الخدمة
الاجتماعية المحلية ونشر الوعي بين المواطنين .
25- تنمية شعور الطالب بالانتماء
الحي لأمة الإسلام والاعتداد بأمجادها ومآثرها والثقة بإمكانية بل بحتمية نهضتها
وتبوئ مكانتها وقيامها برسالتها المجيدة ومهمتها العالمية .
26- معرفة عظمة
التراث الإسلامي الذي خلفه الأجداد في ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية وتذوق
آثارهم والاستفادة من هذا التراث العظيم .
27- تنمية الشعور بتكامل الأمة
الإسلامية في أجيالها وأقطارها وأجناسها وبيئاتها وإنها تشكل وحدة حضارية واقعية
واحدة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ممتدة في آفاق الأرض وإن أمامها للتوسع
والانتشار ميداناً فسيحاً مرهوناً الحصول عليه بالجد الدائب والعمل والأخذ بسنن
الله في النهوض والتقدم .
28- غرس ووضع أسس فكرية للتكامل العملي بين أجزاء
العالم الإسلامي مع إدراك وحدة مصير أمة الإسلام .
29- الانتفاع بما يقتضيه
الإسلام اليوم مم وصل إليه الفكر البشري في ميدان هذه العلوم من كل ما يتفق مع
الإسلام ويغني الكيان المسلم ويقوي الذات الإسلامية مع الشعور بفضل الله على
البشرية بالإسلام وفل أعلام الإسلام فيما وصلت إليه البشرية من التقدم العلمي أو
المادي .
30- وعي المشكلات التي تتصل بالمجتمع الخاص وبأمة الإسلام عامة
وتشخيصها ومعرفة طرق علاجها وحفز الهمة للسير في طريق إيجابي نجتاز به الحاضر بسلام
إلى المستقبل العظيم لأمة الإسلام .
إجراءات مهمة لتحقيق الأهداف :
•
الاهتمام بتكوين المهارة اللازمة والمناسبة في رسم الخرائط الجغرافية والتاريخية
وقراءتها والتدريب على الملاحظة والمقارنة والمحاكاة والتحليل والتخيل والتنبؤ
والتمتع العلمي في الميدان التاريخي والجغرافي .
• ربط الدروس بالأحداث الجارية
وجعل الطلاب في إدراك للعلاقة بين المادة التي يدرسونها والحياة القائمة من حولهم
وتلقي الأخبار والأحداث وربطها بالمسببات واستخلاص النتائج والتنبؤ بالمستقبل
وتدريبهم على التفريق بين الأخبار الواقعة والإشاعة والإرجاف وان يعلق المعلم على
الخبر تعليقا حكيما مقتصدا.
• الوسيلة لغة مادة الاجتماعيات والمعلم الناجح يسعى
لاختيار وابتكار الوسيلة المناسبة .
* الأهداف العامة لتدريس مادة
التاريخ
1.إن تدريس التاريخ وسيلة لتثبيت العقيدة الإسلامية وترسيخها في نفوس
التلاميذ.
2. يهدف تدريس التاريخ إلى توضيح عبره لتكون تبياناً لسنن الله في
الأمم وقد جرت سنته تعالى أن يكون رقي البشرية وتقدمها في جوانب الحياة المختلفة
مقروناً بقيامها على دين الله وبتطلعها إلى مثله العليا وأن يكون انهيارها مرتبطاً
بانحرافها وألوان الفساد التي تظهر فيها.
3. تحقيق الشريعة الإسلامية والإشعار
بالعزة والدفع إلى التضحية وتثبيت فضائل الاعتبار والتسامح واتساع النظرة وترك
التميز والتسرع.
4. تنمية الاستعداد للمشاركة الوجدانية الإسلامية إزاء المآسي
البشرية مع استشعار الواجب الإسلامية لحلها وعلاجها وإزالة أسبابها وإذكاء روح
العمل لاستعادة أمجاد الإسلام.
5. تأكيد صلة أجزاء العالم الإسلامي بعضها ببعض
بل تأكيد وحدة العالم الإسلامي مع تباعد أطرافه واختلاف أجزائه.
6.الإشادة
بالتراث الإسلامي وما أنجزه الأجداد في مختلف جوانب الحضارة والآثار الخيّرة لذلك
على أهل الأرض وذلك لبث الاهتمام بمزيد التعرف عليه وحيطته ومتابعة البناء والإضافة
إليه.
7. بث روح الإسلام الحق خالياً من البدع والشوائب وتحبيب الطالب في فهم
الإسلام فهماً سلفياً صحيحاً يشمل العقيدة والخلق.
8. إيقاظ الوعي الإسلامي
لمقاومة الصهيونية والاستعمار والمبادئ الهدامة.
9. إبراز مكانة المملكة العربية
السعودية باعتبارها مركز إشعاع للعالم الإسلامي وتوضيح الدور الطبيعي الذي تقوم به
لخدمة أهداف الدين الحنيف على مر العصور وخاصة عصر النهضة الحالية والدعوة إلى
التضامن الإسلامي .
* الأهداف العامة لتدريس مادة الجغرافيا
1.إدراك
الإنسان الكوني من خلال الجغرافية والاستدلال بالمخلوقات على الخالق عز وجل وترسيخ
الإيمان بمقدرته وحكمته وتنمية عواطف المحبة والخشية لله جل قدرته.
2.إشعار
الطالب بما في الكون والظواهر الجغرافية من حسن إبداع.
3.إدراك العلاقات بين
الإنسان والبيئة والتأثير المتبادل بينهما للانتفاع بالبيئة واتخاذ خير المواقف
فيها.
4.دراسة الخصائص الطبيعية والبشرية للكرة الأرضية من أجل تنمية إيمان
الطالب بقدرة الخالق وإبداعه.
5.توسيع أفق الطالب وتعريفة بمختلف قارات العالم
الذي نعيش فيه وذلك لكي يدرك كيف أن الله عز وجل خص كل بقعة من الأرض بخصائص معينة
وكيف أنه سبحانه وتعالى قسم الأرزاق بحكمة ونظام دقيق.
6.تعريف الطالب بشعوب
العالم الإسلامي وإمكاناتها وأوضاعها ومن ثم تنمية روح التضامن الإسلامي على أساس
من الأخوة التي نادى بها الإسلام.
7.تعريف الطالب بوطنه المملكة العربية
السعودية قلب العالم الإسلامي الذي شع منه نور الإسلام إلى بقية جهات الأرض والذي
يضم البلدتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والذي يسعى اليوم لجمع شمل
المسلمين وتحقيق التضامن الإسلامي ورفع شأن المسلمين في كافة المجالات.
8.إعداد
الطالب للجهاد والحياة العملية وذلك بتدريبه على المهارات الجغرافية كرسم الخرائط
واستعمال الأجهزة الجغرافية.
* دواعي تدريس التربية الوطنية
هناك ثلاثة
أسباب بالغة الأهمية توجب تدريس التربية الوطنية في مراحل التعليم العام بالمملكة
العربية السعودية، ومن هذه الأسباب ما يرجع إلى اعتبارات وطنية محلية، ومنها ما
يرجع إلى اعتبارات اجتماعية واقتصادية، كما أن منها ما يرجع إلى اعتبارات
دولية،وفيما يلي نتناول كل واحد من هذه الاعتبارات الثلاثة بشيْ من
الإيجاز:
1. الاعتبارات الوطنية: تضم المملكة العربية السعودية أقدس بقاع
الأرض قاطبة عند مسلمي العالم البالغ عددهم أكثر من ألف مليون نسمة، مما يجعلها
تحتل أهمية خاصة في قلوبهم، كما يجعلها مسئولة كذلك عن رعاية هذه الأماكن المقدسة
وحمايتها. ونظراً لأن المملكة مستهدفة من أعداء الإسلام الذين يسعون إلى تمزيق وحدة
الأمة، والعبث بأمنها، وطمس معالم شخصيتها المتميزة والحيلولة دون تقدمها،
ومناصرتها لقضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لذلك فقد صار حتماً على مدارس
المملكة قاطبة أن تنمي في نفوس الناشئة والشباب الاتجاهات الوطنية، ومعاني المروءة
والفداء ليزدادوا ثقة بشخصيتهم العربية الإسلامية واعتزازاً بوطنهم وغيرة علية
واستعداداً لذود عن حماه.
2. الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية:إن ما شهدته
المملكة العربية السعودية من نمو اقتصادي، وازدهار في شتى المجالات على نحو يعد
استثناءً حتى بالنسبة لأكثر معايير التقدم طموحاً، وما نشأ عن ذلك كله من تغيير
ببعد المدى في أنماط حياة الناس وعلاقاتهم وأحوالهم، قد أوجد وضعاً اجتماعياً
جديداً يؤثر بإلحاح على مخططي النظام التربوي، ويدفعهم إلى ضرورة العمل على تبصير
أبناء اليوم ورجال الغد وعدة المستقبل بطبيعة مجتمعهم المعاصر ثقافياً، واقتصادياً،
وسكانيا، وسياسياً، ليكونوا أكثر إدراكاً لمقوماته، وأكثر وعياً بتنظيماته
ومشكلاته، واتجاهات نموه وتطوره، وأعمق فهماً لحقوقهم وواجباتهم تجاه
وطنهم.
3. الاعتبارات الدولية: وتتجلى هذه الضرورة إذا ما نظر إلى التربية
الوطنية بوصفها أكثر المداخل الاجتماعية تأثيراً في تنشئة الطلاب على مبادئ
المواطنة الصالحة، التي لا تعنى بتنمية العاطفة الوطنية والحس الاجتماعي في نفوسهم
فحسب، بل وفي إكسابهم أيضاً الاتجاهات الإيجابية التي تكفل تنمية التفاهم والتعاون
بين بلدان العالم، سيما أننا نعيش في زمن يتميز بالتغير السريع بفعل التقدم التقني
المذهل حيث تقلصت المسافات بين أقطار الأرض كثيراً، أو تلاشت في بعض الأحوال؛ وحيث
ازداد حجم التجارة في العصر الراهن بين دول العالم، وازداد اعتماد الدول بعضها على
بعضها الأخر، على نحو لم يكن ليخطر ببال أحد من قبل، مع التأكيد هنا على أن علاقات
المملكة مع معظم دول العلم في شتى نواحي الحياة تنمو بصورة مطردة لما فيه الخير
للجميع.
السبت ديسمبر 01, 2012 4:24 pm
